سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
منذُ فترةٍ ليست بالقصيرة وأنا أكتبُ في قائمة مهامّي الأسبوعية “تدوينة الشهر” ذلك أنني قررتُ مع نفسي وأرجو منّي الالتزام التام بهذا حتى لو كان ما أكتبه مجرّد طلاسم تنقرها أصابعي على لوحة المفاتيح, أن أكتب تدوينة كلّ شهر على الأقل, لا مانع من الزيادة نسأل الله البركة..
لكنني لم أكن في المزاج الجيّد لذلك, مع إجازة الكريسمس التي استمرت أسبوعين كنتُ أعدّ فيهما الأيام عدًّا لعودة الدراسة والمدارس وعودة طفلتي اللطيفة ذات الأربع سنوات و10 شهور بارك الله فيها وفي عمرها إلى مدرستها حيث تستنفذُ بعضًا من مخزون طاقتها ثمّ تعود إليّ بالبعض الذي أستطيعُ التعامل معهُ إلى موعد النوم مع مخزون طاقة أختها الصغيرة الكامل حفظهما الله..
لكنّ الإجازة استمرّت, حيث تقرر الحجرُ مرة أخرى مع موجة كورونا الثانية كفانا الله ومن نحبّ والمسلمين جميعًا شرّها, وهكذا كان عليّ أن أقتنع وأقنع نفسي بأنّ عليّ فعل ما أرغب به الآن, أن أتعامل مع الوضع في ظلّ هذه الظروف وأتقبلها كما هي..
كان الأمرُ صعبًا جدًا في البداية لأكن صادقة, أصبتُ بالإحباط مراتٍ كثيرة, شعرتُ بالضغط مرّات أكثر, البيتُ لا يترتب, أشعرُ بأنني أركضُ وأنا لا أركض, وأصابُ بالتعبِ وكأنني أنجزتُ وأنا لم أفعل..
في فترةٍ ما بعد ذلك, آمنتُ أنّ عليّ الاهتمام بصحتي النفسية كثيرًا, أصبحتُ أستمتع بكوبٍ من الزنجبيل الدافيء مع العسل وقراءة صفحة من كتاب جميل, أصبحتُ أستقطعُ بعض الوقت بعد نومهم ” إن لم أنم معهم” لفعل أشياء أحبها, مرّة في الأسبوع مثلًا أطلبُ وجبة وأشاهدُ فيها أنميّ المفضل لهذه الفترة, وانطباعات الأنمي, ونقاشاته وما إلى ذلك..(لم أعد أفعل ذلك )
مرّة اشتركت في اودبل, تطبيق الكتب المسموعة, وحمّلت كتاب المونتسوري حيث أدركتُ بعض الأفكار الرائعة في التعامل مع الأطفال في هذا العمر “قد أشاركها يومًا ما بإذن الله إن أنهيته”
ومرّة قررتُ مشاهدة أنمي نيفرلاند لكثرة ما سمعتهُ من مديح وثناء ..
من يعرفني جيّدًا يعرفُ أنني كائنٌ يستمتع بمشاهدة الأنميات اليابانية (كونان, ون بيس, القناص, هجوم العمالقة, ديث نوت, الطفيليات.. الخ)
لستُ مهووسة بذلك, لا أنجذبُ لجميع أنواع الأنمي, لا يهمني الاستديو الذي حرّك أو أنتج, أستطيع أن أغفر للرسم بعض الشيء إن كانت القصة تشدني وأظنني أصبحتُ في مرحلة الانجذاب لشيءٍ يجعلُ عقلي يتحرك, يتسائل, يُصاب بالدهشة والمتعة..الأنواع التي تحتوي على الغموض, تحدي البقاء, الألغاز وحلّ الألغاز..وغالبًا ما تصاحب هذه الأنواع الدموية والوحشية ..
بل ولأنني لا أحب الانتظار لفهم أجزاء القصة فقد أصبحتُ أقرأ المانجا, المانجا هي القصص المرسومة الخاصة بالأنمي, تصدرُ قبله “أبيض وأسود” ثم يتكفلها استديو معيّن ليقوم بتحريك أعضاء القصة وإضافة الأصوات ومنتجتها إلى الأنمي, الفيديو المتحرك الخاص بهذه القصة
لمن قد يتسائل, فالأنمي نفسه نفس الأفلام, هناك قصص ببساطة مصممة للبالغين من حيث العمق والحبكة ..فلا يغرّنك اسم “الأنمي”
المهم أنني طرأت في بالي فكرةٌ بسيطة بما أنني أريدُ أن أكتب شيئًا لهذا الشهر, وهو أن أتكلم عن أنمي /مانجا نيفرلاند بما أنني أنهيتها قبل فترة وجيزة وبما أنّه أمرٌ جديد عليّ لم أفعله قبلًا.
ونعم, سوف أتكلمُ بأريحية تامة جدًا, فإن كنتَِ لا تريد/ين (حرق) محتويات القصة عليكِ سواء كنتَِ متابع/ة للمانجا أو الأنمي فعليكِ التوقف هنا وشكرًا.
القصة تتحدثُ عن مجموعة من الأطفال يعيشون في ميتم, حياتهم سعيدة , مترابطون كالعائلة الواحدة..مربيتهم لطيفة وحنونة تمنحهم الحبّ وتهتمّ بهم بكلّ حرص الأم وعنايتها, وينادونها ماما..ومع سعادتهم فهم يعيشون تحت نظام تامّ جدًا, ملابسهم موحدة بيضاء, موعد الوجبات ثابت, يقومون كلّ يوم بالدراسة وحل اختبارات صعبة تحدد ذكائهم, لديهم وقت محدد للعب وغير مسموح لهم بالخروج خارج حدود الأسوار “القصيرة” وخارج حدود البوابة الحديدية ولذلك هُم لا يعرفون مكانًا في الحياة سوى هذا الميتم وحديقته الشاسعة..والأمرُ الأخير, أنّه لا يعيش في هذا الميتم أي طفل عمره أكثر من 12 سنة, جميع الأطفال يتمّ تبينهم قبل ذلك إلى هذا العمر ..
أبطال القصة 3, هم الأكثر ذكاء, أعمارهم في حدود ال11 سنة ..إيما, راي, نورمان
تبدأ الحبكة عندما تأتي عائلة لتبني طفلة صغيرة عمرها 6 سنوات, لطيفة جدًا ..كانت دائمًا تحملُ أرنبًا صغيرًا وكانت تفيض بالعاطفة وتريدُ أن تصبح مثل ال(ماما) عندما تكبر..
تودّع أصدقائها بحب في الليل وتذهب مع أمها لمقابلة عائلتها الجديدة, وبعد أن تغادر بقليل يكتشفُ اثنان من أبطالنا (ايما ونورمان) أنها نسيت أرنوبها الصغير في الميتم, فيقرران اللحاق بها, وعبور الحدود الممنوعة لإعطائها أرنوبها
وهناك “خارج بوابة الميتم الحديدية” يجدون شاحنة يظنون أنها تقلّ كوني, الطفلة اللطيفة, ولكن لم يكن هناك أيّ شخص يستقلها آنذاك,
يذهبون لموخرة الشاحنة القماشية, يفتحونها ببطيء ليضعوا الأرنوب بداخلها..ويصعقهم مشهد كوني المسكينة ميتة مغروسٌ في قلبها غصن وردة حادّ جدًا..في هذه الأثناء يسمعون ضوضاء قادمة, يختبئون تحت الشاحنة ويُصعقوا مرّة أخرى بكائنٍ بشعٍ مخيف جدًا, يمشي مع ال(ماما) ويتضح لهما من حوار الاثنين أن هؤلاء الأطفال في الميتم هم مجرّدُ بضاعة, ماشية في المزرعة تنتظر موعد حصادها حيث يُقام بتصديرها للشياطين الذين يتغذون على البشر, خاصّة الدماغ.. !
من هنا تبدأ المُغامرة, خطة الهروب, الخيانة, الفقد, الوداع المفاجآت
فكرة الأنمي لفتتني كثيرًا لمسألة مزارع الحيوانات وشعرتُ أثناء مشاهدته وقراءة المانجا أن مؤلفها شخص نباتي مناصر لحقوق الحيوانات وضد تناولها, وقد نجح في خلق العديد من الإسقاطيات العميقة بهذا الشأن. (متعوب على إسقاطيات ترى )
تابعتُ الجزء الأول من الأنمي -لا أظنّ أن عليّ القول في يومٍ واحد-
وكان جزءً ممتعًا, مدهشًا..شدتني حلقاته لأتابعها واحدةً تلو الأخرى..الأمر الذي جعلني أستغربُ من قُراء المانجا الخاصة به والذين ينادون بانخفاض مستواه كـ أنمي عن المانجا ..
وعندما بدأتُ في الجزء الثاني, شعرتُ بالغرابة, الكثيرُ من الأحداث اللا منطقية, البدايات المفاجئة بشكل تبيّن أنها بدايات مقطوعة..ولهذا قررتُ الذهاب إلى المانجا وهناك عرفتُ ما يعنيه متابعو المانجا تمامًا, المانجا في مستوى آخر , الكثير الكثير من الأحداث الأساسية والفصول محذوفة ولا أدري حقيقة لمّ !
المهمُ أنني أنهيتها خلال يومين
وها أنا ذا, أحدثكم عنها
ما أعجبني في هذه المانجا هو غرابة الحبكة, تفاصيل الهروب والتدريبات, مستوى الذكاء فيها مُقنع,أحداثها متسلسلة ومترابطة, هناك تشابه كبير بين كيفية أكلنا للحوم وأكل الشياطين للبشر وكأن الكاتب يشجعُنا أن نصبح من حزب النباتيين, وعلى الرغم من أنني لستُ نباتية إلا أنني شعرتُ بالحزن على الحيوانات, الأمر الآخر أنها تملك العديد من المفاجآت الممتعة..
ومع هذا لم يَرُقني إحساسي بأن الكاتب قام بالتركيز على بطل واحد “ايما” وأنها هي (الفاهمة العارفة المؤثرة الي كلامها في النهاية يمشي )
موتة راتري كانت منطقية, الي ما كان منطقي عندي كيف إن ايما مرة مرة طيبة وسامحته وتعال معنا, حسيت لا يختي مو لذي الدرجة !
عيش اوجو مدري كوجو لوحده 13 سنة وفجأة قابل ناس حسيت شوية ما أُعطيت حقها, يعني شخص عايش وحده 13 سنة يُفترض إنه يا يفرح إنه شاف ناس, أو يكون صار له اضطراب نفسي أو فقد القدرة على الحديث أو شيء كذا, مو يعني بكل سهولة حركت ايما إحساسه ورجع لطبيعته بعد كم موقف.. لكني حبيت فكرة وجود ناس هاربين من قبل وإن مو الأبطال هم أول ناس..
الشيطان الي كان مرة يبغى ياكل لحم بشري بس دينه يمنعه وينتظر القانون الي مو متوافق مع دينه ينفك عشان يمديه يصيد مرة ثانية ولما انفك القانون وجا يبغى يصيد تراجع من حضن ايما وحزن عليها ..ممم؟
مستوى الوحشية فيها أشوفه مقبول, عشان أقرّب وجهة نظري..لما شفت هجوم العمالقة بالذات أول جزء جاني رعب, صرت أتخيل وأنا أمشي لو فجأة طلع عملاق, لو فجأة انكسر جدار البيت وطالعني عملاق وهو مبتسم الله يكفينا الشر..
إحساس الرعب هذا ما حسيت فيه في نيفرلاند, ما أدري هذا الشيء إيجابي أو لا, لكن بشكل عام أحس كان فيه أحداث تخفف الصدمة, يمكن لأن ما كان فيه تركيز كبير على منظر الضحايا “قاعدة أقارن بهجوم العمالقة”, يمكن لأني قرأتها بسرعة وكانت ورا بعض فتداخلت كثير أحداث عندي, يمكن لأن نمط القصة عودني إن مهما صار من صعاب رح ينتصرون في النهاية, ورح يوصلون لهدفهم..يعني النهاية كانت متوقعة عندي..
فكرة الشيطان الي يسوون معه الوعد ما استغستها كثير, لكنها القصة ويمكنها أسطورة عندهم إنه يسوون وعود مع الشيطان
انقلاب الماما معهم كان لطيف وحبيته وحسيت بمعناتها وقد ايش تعبت في حياتها
فيه أحداث كثيرة جميلة ومُفاجأة وحرّكت عندي شعور الفضول بإني أبغى أعرف ايش بيصير بعدها
بشكل عام أقدر أقول أكثر جزئية أعجبتني في القصة هي الجزئية الأولى من لما اكتشفوا الحقيقة لحد ما هربوا + جزئية حربهم مع لوكاس ضد الخمسة الشياطين
كتبت هذه التدوينة قبل أسبوع تقريبًا, وترددتُ في إنزالها بضع مرّات..الأنمي والمانجا ما فيها لقطات مخلّة بالآداب الإسلامية لكن فيها لقطات وحشية ما تناسب الأطفال, يبقى بس لو بتتابعونها عن طريقي تخفضون صوت الموسيقى لما يجي في الأنمي, وما تهدرون كل وقتكم عليها =) وشكرًا .
\
الحمد لله ان بناتك اللطيفات عندك وانه فيه حظر وليتهم يجيبون بنات الجيران معهم حتى ماتلقين وقت تضغطين زر التشغيل في الجهاز وتسمين باالرحمن وتشوفين شي مافيه رعب ووحشية وتخيلات مالها أصل ولا فصل اسوأ المقاطع في نظري هي مقاطع العنف والدماء والقهر وباالذات اذا كانت على الأطفال ولا احب ولا اتحمل ان أشاهدها حتى لو كانت أنمي أو رسوم متحركة ….منين أهو قلبك ومنين جبتي جيناتك ..
أبيت أستوعب (بهبهبهبه)
طيب شوفيه أعطيه فرصة 😂😂😂😂😂 هذا كلّه بالظلّي مو حقيقي 😅😅😅😂الله يسعدك يا رب