سلامٌ عليكم

منذُ فترةٍ ليست بالقصيرة اشتركتُ في دورةٍ تعليمية قد أتحدثُ عنها فيما بعد إن شاءَ الله سبحانه، ولأنها كانت دورة غير محددة بوقتٍ قمتُ بركنها في زاويةٍ على أملِ العودة لها حين أملكُ الوقت المناسب المثالي لها

وحينَ أدركتُ يقينًا أنه لا يوجدٌ شيءٌ كهذا، وأنّ الظروف والصّعاب لطالما كانت وستكون متواجدة

وأنّ ما ندعوه بالوقتِ المثالي نادرًا ما يأتي بل إن علينا أن نُوجده بكلّ جسارة، أوجدته .. الأمر الذي لم أندم عليهِ أبدًا ولله الحمد

من ضمنِ الأفكار التي شدتني في ضمنِ ثنايا هذه الدورة فكرة الخوف من النجاح

هذه الفكرة العجيبة جاءت مصادمةً تمامًا للفكرة السائدة بأن الناس قد يخشون فعلَ شيءٍ ما لخوفهم من الفشل

فهي تقول أنّ هناك أشخاصًا يخشون فعلهم لشيءٍ ما لخوفهم من النجاح !

عجيب صح ؟

من منطلق هذه الفكرة أحببتُ أن أفكرَ بصوتٍ أعلى هنا، كيف يمكنُ للشخصِ أن يخشى من النجاح ؟

وأدركتُ عدّة أفكار، قد يمرّ المرء بها حتى دون أن يشعر

منها مثلا كما ذُكر في الدورة أن الشخص قد يخاف من النجاح إذا كان الطريق إلى النجاح صعبًا أو يتطلب مجهودًا كبيرًا منك للوصول إليه( بالمناسبة لا يوجد نجاح سهل)

بمعنى أن الطريق واضح تمامًا، ونهايته مضمونة (النجاح) لكنّ الطريق صعب والثمن الي بيندفع للوصول مو سهل

فيفضل المرء إنه يبقى في النقطة الي هو فيها

لأن البقاء في منطقة الراحة أسهلُ بكثير و”أريح بكثير” من الخروج منها

أيضًا قد يخشى النجاح من يخشى أن تتغير علاقاته، أصدقاءه، ترتيب وقته وأولوياته بعد النجاح، المسؤليات التي سيصبح مسؤلاً عنها بسبب نجاحه، النظرة التي سينظر له الناس بها بعد نجاحه ..خاصة المقربون منه..

وقد يخشى النجاح من يخشى العين، والعين حق ..لكن الشيطان قد يوسوس للبعض ويوهمهم أن وضعهم الحالي أفضل (في حين أن بإمكانهم في الحقيقة أن يكونوا أفضل) درءًا عن العين

فعليًا لا أرى مشكلةً في البقاء على وضعٍ ما إذا ما كان مريحًا بعض الشيء، لكنّ حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم ( المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير) يدعو للتأمل

عندما بحثتُ عن شرحِ الحديث، وجدته يعني القوة في الإيمان لا البدن

لأن قوّة الإيمان ستدفعه لفعل المزيد من الطاعات، والنوافل تقرّبًا لله سبحانه

ومن جهةٍ أخرى

وأما المعنى الثاني الذي ذكره طائفة من أهل العلم فهو أن المؤمن القوي يعني: في بدنه، وفي عمله، حتى عمله الدنيوي إذا عمل عملاً أتقنه، وفي صبره وجلده، وكذلك أيضاً في دينه، فهو خير من المؤمن الضعيف الذي يقل صبره، ويقل تحمله، وهو ضعيف لا بلاء فيه، ولا غناء، ولا كبير جدوى في دفع، أو بذل، وما إلى ذلك.

موقع الأستاذ الدكتور : خالد السبت

بالمناسبة أنصحكم بقراءة الموضوع في هذا الموقع، والاستماع للمحاضرة الصوتية المُصاحبة عليه

فمن كان مؤمنًا يملكُ المال أوالعلم أوالسلطة أوالصحة هو خير لأنه بماله أو بعلمه أو بسلطته أو بصحته سينفع نفسه وغيره بل وقد ينفع شريحةً كبيرة من المجتمع

وفي وصية رسولنا عليه السلام علاجٌ لمثل هذه المخاوف من النجاح وتحفيزٌ كبير للمرء خلال مسيرته نحو النجاح

(احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز..وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلتُ كذا وكذا ولكن قُل قدّر الله وما شاء فعل)

في كلّ ما سبق أشعر أن هناك رسالة تدعونا لأن نكون نسخةً أفضل من أنفسنا، وأن نسخّر إمكاناتنا التي وهبها الله سبحانه إيانا فيما يرضيه ويرفع راية الإسلام والمسلمين

بدأتُ بكتابة هذه التدوينة قبل أحداث فلسطين( نصر الله إخواننا هناك )

وواجهتُ ما واجهتُ من الحزن، والثقل، والرغبة في فعلِ لا شيء

لكنني أدركتُ بعد ذلك أهمية أن تكون مؤمنًا قويًّا، لأنه أدعى لأن يكون صوتك مسموعًا من العالم، خاصة مع جهد الطرف الآخر لتشويه السمعة ولتبرير أفعاله الشنيعة ( على سبيل المثال، شاهدتم حوار باسم يوسف مع بيرس مورغان؟ )

وأدركت عمق معنى أنّ السعي للنجاح (والنجاح) ليس بذخًا بل هو مطلبٌ لمن أراد أن ينهض بوطنه ودينه وإخوته فضلًا عن نفسه وعائلته

صلواتنا ودعائنا لإخواننا وأطفالنا في غزة وفي كل مكان، اللهم احفظهم وأنزل السكينة عليهم وردّ كيد الظالمين عليهم يا كريم ()

Posted by:molarya

.ig-b- { display: inline-block; } .ig-b- img { visibility: hidden; } .ig-b-:hover { background-position: 0 -60px; } .ig-b-:active { background-position: 0

أضف تعليق